التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين 76 فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين 77 فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون 78 إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين 79}

صفحة 2294 - الجزء 3

  · الأحكام: الآية تدل على وجوب النصيحة في الدين والعظة لا سيما الأقارب، وكل من كان أقرب فهو أهم، ولهذا قال تعالى: {وَأَنذِر عَشيَرتَكَ الأَقرَبِينَ} ولهذا قال: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} وقال ÷: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول» ولهذا بدأ بعلي وخديجة وزيد وكانوا معه في الدار فآمنوا وسبقوا، ثم بسائر قريش، ثم بالعرب، ثُمَّ بالموالي، وهكذا فعل إبراهيم ~ بدأ بأبيه، ثم بقومه.

  وتدل على أن النصيحة في الدين والذَّمَّ والتوبيخ فيه ليس من العقوق، كما أن الهجرة ليست من العقوق.

  وتدل على أن إبراهيم عاب الأصنام كما فعله محمد ÷.

  وتدل على أنه عرف ربه بالاستدلال خلاف ما يقوله أصحاب المعارف.

  وتدل على أن اتخاذ الأصنام فِعْلُهُم، فيبطل قولهم في المخلوق.

  وتدل على جواز نبيٍّ أبوه كافر خلاف قول الإمامية، وإذا جاز أن يكون نبيٌّ أبوه كافر، وزوجته كافرة بالاتفاق، فهلا جاز مثله في مسألتنا.

  وتدل على أن اسم أبي إبراهيم آزر، خلاف قول الإمامية والنسابين.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ٧٦ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ٧٧ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ٧٨ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٧٩}