التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون 6}

صفحة 1883 - الجزء 3

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٦}

  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم: «وأَرْجُلَكُم» بنصب اللام عطفًا على الوجه واليد، وهو قراءة جماعة من الصحابة والتابعين، وقراءة أمير المؤمنين، وعن أبي عبد الرحمن السلمي قرأ عليَّ الحسن والحسين «وأرجلكم» بالكسر فسمع عليّ ذلك فقال: «وأرجلكم» بالنصب، وهو قراءة عبد اللَّه بن مسعود وأصحابه، وهو قراءة ابن العباس، قال ابن عباس: عاد الأمر إلى الغسل، وقرأ الباقون بكسر اللام، وهو قراءة أنس والحسن. واختلفوا في النصب فقيل: إنه عطف على الوجه واليد فتغسل كما يغسل الوجه واليد، وقيل: بل هو معطوف على المحل في الرأس؛ لأن تقديره: فامسحوا رؤوسكم، كقول الشاعر:

  مُعَاوِيَ إِنَّنَا بَشَرٌ فَأَسْجِحْ ... فَلَسْنَا بِالْجِبَالِ وَلاَ الْحَدِيدَا

  فعطف الحديد على محل الحال؛ لأن تقديره: فلسنا الجبال، إلا أن النحاة ضعفوا هذا القول، وقالوا: لا يجوز ذلك إلا في ضرورة الشعر، فأما الكسر فقد