قوله تعالى: {ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير 189 إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190}
  يحسبن الفارحون «الَّذِينَ يَفْرَحُونَ» قيل: هم المنافقون يفرحون بالنفاق «وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا» بالإيمان، وقيل: هم اليهود فرحوا بكتمان أمر النبي ÷ يحبون أن يحمدوا بأنهم أئمة وليسوا كذلك «فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ» بالتاء لا يحسب السامع، وبالياء لا يحسبوا أنفسهم «بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ» بمنجاة من العذاب «وَلَهم عَذَابٌ أَلِيمٌ» موجع وهو عذاب النار.
  · الأحكام: تدل الآية على بطلان مذهب الجبر؛ لأنهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا؛ لأن عندهم الإيمان والطاعات خلق اللَّه تعالى، ولا يرجع ذلك علينا أنا نحمد اللَّه على الإيمان لأنا نحمده على التمكين والتسهيل والتيسير والألطاف والهداية لا على نفس الإيمان، وهو يحمدنا على الإيمان، وعند القوم يحمدون أنفسهم على الإيمان وهو خلق اللَّه تعالى.
  وتدل على قبح كتمادْ العلم، واستحقاق العقاب عليه.
  وتدل على [أن] الفرح بغير طاعة اللَّه يقبح، وهو الفرح على طريق الفخر والبطر.
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٨٩ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠}
  · اللغة: اللب: العقل، سُمِّيَ به لفضله على غيره مما في العبد، كفضل اللب على القِشْر، وقيل: لأنه أصل كل علم وهادٍ إلى كل خير، كما أن اللب أصل كل شيء.