قوله تعالى: {فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر 6 خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر 7 مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر 8 كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر 9 فدعا ربه أني مغلوب فانتصر 10}
قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ٦ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ٧ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ٩ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ١٠}
  · القراءة: قرأ ابن كثير والحسن: «نُكْرٍ» مخففة الكاف، والباقون مثقلة، وهما لغتان.
  وقرأ ابن عباس وابن عمر ويعقوب وحمزة والكسائي: «خَاشِعًا أَبْصَارُهُمْ» بالألف وكسر الشين. الباقون: «خُشَّعًا» بغير ألف على الجمع، قال الفراء: إذا تأخرت الأسماء عن الأفعال والصفات فلك فيه التوحيد والجمع، والتذكير والتأنيث، ومنه قول الشاعر:
  وشَبِابٍ حَسَنٍ أَوجهُهُم ... مِنْ إِيادِ بنِ نِزَارِ بن مَعَدّ
  فمن وَحَّدَ فلأنه في معنى الجمع، ومن جَمَعَ فلأنه صفات أسماء، ومن أَنَّثَ فلتأنيث الجماعة.
  · اللغة: النُّكُرُ: الذي تأباه النفس، وهو المنكر، وأصله من الإنكار، وهو ضد الإقرار؛ لأن النفس لا تقر بقبوله، فلغلظه على النفس ونفور الطبع عنه سمي نكرًا، ونُكُر بضم الكاف، على وزن «فُعُل»، كقولهم: جُنُب، وأرض جُرُز، ونُكْر بسكون الكاف، نحو: رُشْد.
  والخاشع: الخاضع، وهو الطالب حالة التواضع، خشع خشوعًا فهو خاشع، والجمع: خُشُعٌ، وتخشع الرجل: تنسك.