التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء 39 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 40 ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب 41}

صفحة 3884 - الجزء 5

  وتدل على أن الضلال ليس من اللَّه تعالى لذلك أضافه إلى غيره وذم عليه.

  قال أبو القاسم: وتدل على جواز الدعاء بما يعلم قطعًا أنه كائن تعبدًا وتذللاً، لأن إبراهيم كان يعلم أنه تعالى يجنبه عبادة الأصنام وأنه لا يكفر.

  وتدل على أن العصيان والاتباع فعل العبد.

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ٣٧ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ٣٨ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٩ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ٤٠ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ٤١}

  · القراءة: قراءة العامة: «وَلِوَالِدَيَّ» يعني: الأب والأم، وعن يحيى بن يعمر قرأ: «ولوالدتي» يعني للأم، وقيل: يجوز الأم مؤمنة، عن أبي القاسم. وعن أُبي: «ولوالِدِيْ» بسكون الياء يريد للأب وحده.

  وقراءة العامة: «تهوي» بكسر الواو، وعن بعضهم بفتح الواو بمعنى تهواهم،