التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا 19}

صفحة 1496 - الجزء 2

  لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وهذا لا يصح؛ لأنه لا تنافي بين الآيتين، ولأنه خبر فلا يدخله النسخ.

  وتدل على أن التوبة وعمل السوء فِعْلُ العبد؛ لذلك توجه عليه المدح والذم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ١٩}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «كُرْهًا» بضم الكاف، وفي التوبة {أَنفِقُوا طَوعًا أَوْ كَرْهًا} وفي الأحقاف {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} حرفان، كل ذلك بالضم، وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب في الأحقاف بالضم، والباقي بالفتح. وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو بالفتح في جميع ذلك، قال الكسائي: وهما لغتان بمعنى، وقال الفراء: الكَرْهُ: بالفتح الإكراه، وبالضم المشقة، فما أكره عليه فهو كَرْهٌ بالفتح، وما كان من قبل نفسه فهو كُره بالضم.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو ويعقوب «بفاحشة مُبَيِّنَةٍ» بكسر الياء، و {آياتٍ مُبَيَّنَاتٍ} بفتح الياء حيث كان، قال: لأنه في قوله: «مبينة» لم يقصد إلى إظهارها، وفي «مبينات» قصد إظهارها. وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم بالفتح فيهما على معني بينت وأعلنت، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي بكسر الياء فيهما بمعنى ظاهرة.

  · اللغة: الإرث: ما صار للورثة بعد موت المورث، وقد يستعمل في المال وفي غيره،