التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون 25 وزروع ومقام كريم 26 ونعمة كانوا فيها فاكهين 27 كذلك وأورثناها قوما آخرين 28 فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين 29 ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين 30 من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين 31 ولقد اخترناهم على علم على العالمين 32 وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين 33}

صفحة 6352 - الجزء 9

  «إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ» هو إخبار عن العاقبة، وقيل: مغرقون في سابق قضائي، فبقي البحر كما كان، ودخل فرعون وقومه، فغرقوا جميعا.

  · الأحكام: يدل قوله: {إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أن الطاعة إنما تجب عند بيان المعجز.

  ويدل قوله: {وَإِنِّي عُذْتُ} أن الواجب على العبد عند الخوف أن يعتصم بِاللَّهِ - تعالى -.

  ويدل قولة: {فَدَعَا} أن موسى دعا بإذن الله، وأجيب.

قوله تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٢٥ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ٢٦ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ٢٧ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ٢٨ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ٢٩ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ٣٠ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ٣١ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٢ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ٣٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «فكهين» بغير ألف، يعني أَشِرِين بَطِرِين، [وقرأ] الآخرون بالألف: «فاكهين» ناعمين متنعمين، يقال: فَكِهَ يَفْكَهُ فَكَهًا فهو فاكِهٌ.

  · اللغة: الجنة: البستان، وجمعه: جنات، وأصله من الستر، ولا يسمى جنة حتى يكون فيه من الأشجار ما يستره، ومنه: الجِنُّ والجنون والجنين والمِجَنُّ، ونحوها.