قوله تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا 79 من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا 80}
  قيل: بسوء تدبيرك عن ابن زيد، وقيل: بالشؤم الذي لحقنا بك قالوه على جهة التطير عن الزجاج وأبي علي وأبي القاسم والأصم وأبي مسلم كقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ}. «قُلْ» يا محمد «كُل» يعني ما مضى ذكره من الموت والحياة والخصب والجدب ونحوها «مِنْ عند اللَّه» لا يقدر عليه أحد سواه فهو خالقها وفاعلها «فَمَالِ هَؤُلَاءِ» يعني ما شأن هَؤُلَاءِ المنافقين «الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا» قيل: لا يكادون يعلمون حقيقة ما يخبرهم به من أنه من عند اللَّه عن أبي علي، وقيل: قد أخبرتهم بأنهم هزموا وقتلوا وهزموا فلا يفقهون ذلك، ويقبلون بعلل السفهاء عن الأصم، وقيل: لا يفقهون كتاب اللَّه وما يقص عليهم عن أبي مسلم، وقيل: لا يقبلون ما يقال لهم.
  · الأحكام: تدل الآية على الحث على الجهاد، وأنه لا ينبغي أن يتخلف خشية الموت؛ فإن الموت نازل بهم لا محالة.
  وتدل على أن الموت والحياة والخصب والجدب ونحو ذلك كله فعل اللَّه تعالى، خلاف ما يقول المجوس: إن الحياة من اللَّه والموت من الشيطان، وكذلك الخصب والجدب والليل والنهار ونحوها، ولا تعلق للمجبرة بهذه الآية في الطاعة والمعصية؛ لأنه لم يَجْرِ لهما ذكر، ولأن ابن عباس حكى في سبب نزوله ما يمنع حمله على ذلك، ولأن أحدًا لا يقول: إن المعصية من الرسول، وإنما قالوا في الجدب: فإنه بسوء تدبيره تطيرًا به على ما بينا.
قوله تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ٧٩ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ٨٠}
  · اللغة: الحفيظ: الحافظ إلا أن في فَعِيلٍ مبالغة كما في عليم وقدير، تقول: حفظت الشيء حفظا، ومنه التحفظ: قلة الغفلة.