قوله تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا 7 ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 8 إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا 9 إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا 10}
  وعملاً، والفاسق شاكر لربه؛ لأنه يعترف بنعمه تعالى كثير الثناء عليه، وإن عصاه في بعض أفعاله، وإنما لم يسم شاكرًا مطلقًا؛ لأن الشاكر من أسماء الدين، وهو بفسقه أحبط ثوابه، فخرج من استحقاق أسماء المدح، وإن سمي بذلك مقيدًا.
  ويدل قوله: {إِنَّ الْأَبْرَارَ} أن المؤمن يكون في الجنة يأكل ويشرب، خلاف قول الباطنية.
قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ٧ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠}
  · اللغة: الوفاء: إمضاء العقد على الأمر الذي يدعو إليه العقل والشرع، فكل عقد صحيح يلزم الوفاء به، وإمضاؤه على التمام، وكل عقد فاسد لا يلزمه الوفاء به.
  والنذر: عقد إيجاب على نفسه، نَذَرَ يَنْذُرُ نَذْرًا فهو ناذر، ومنه الإنذار: الإعلام بموضع المخافة ليعقد على التحرز منها.
  والمستطير: المنتشر لكونه في الجهات، اسطار الصدع في الزجاج، واستطار:
  إذا امتد.
  والأسر: الشد، وأصله الشد بالقيد، ثم يسمى به كل أسير.
  والقمطرير: الشديد في الشر، اقْمَطَرَّ اليوم، وازمهر اقمطرارًا، وذلك أشد الأيام وأطوله في البلاء، ويوم قمطرير وقماطر، كأنه قد التف شره بعضه على بعض، قال الشاعر:
  بَنِي عَمِّنا هَلْ تَذْكُرُونَ بَلاَءَنَا ... عَلَيْكُمْ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ قُمَاطِرُ