التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1 ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون 2}

صفحة 3993 - الجزء 6

سورة النحل

  سورة النحل مائة وثمان وعشرون آية، وهي مكية، عن الحسن، وعكرمة، وقيل: مدنية، عن قتادة، وقيل: مكية إلا أربع آيات: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} {وَاصْبِرْ} {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا} {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ}.

  وقيل: مكية إلا قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} عن الشعبي.

  وقيل: مكية إلا أربعين آية من أولها إلى قوله: {كُن فيَكُونُ} حكاه الأصم. فإذا لم يتعلق بالآية نسخ وفائدة كونها مكية ومدنية واحدة، فإذا لم يتعلق به حكم جاز أن لا يتشددوا في نقله، فيقع فيه الاختلاف.

  وعن أُبَيٍّ بن كعب عن النبي ÷: «من قرأ سورة (النحل) لم يحاسبه اللَّه بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، ويعطى من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية».

  ولما ختم سورة (الحِجْر) بوعيد الكفار افتتح أسورة، النحل بوعيدهم.

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ٢}