قوله تعالى: {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}
  في مقابلته ما يتناول العلم والعمل، والوعيد يتعلق بكل واحد على الانفراد؛ لأن الآية خرجت مخرج التغليظ، ولو استحق عليهما لكان فيه تسهيل، ولأنه لا يضم إلى الكفر ما هو مباح دل على أن كل واحد منهما يستحق عليه العقاب.
  · الأحكام: الآية تدل على أمور: منها أن الهدى قد ثبت ولا اهتداء، وأن الاهتداء يقع بالاتباع والقبول.
  ومنها: بطلان القول بأن المعارف ضرورية.
  ومنها: أن الجنة تنال باتباع الهدى، وذلك لا يكون إلا بالتمسك بها، وذلك يجمع العلم والعمل.
  ومنها: أن المؤمن في الآخرة لا يلحقه الخوف والفزع؛ إذ المعلوم أنه لم يُرِدْ به في الدنيا، وقد اختلفوا فيه، فعند أبي علي وأبي هاشم لا يلحقهم خوف ولا حزن، وقال أبو بكر الأخشيد: قد يلحقهم خوف وتحير ثم يذهب، والأوجه هو الأول.
  وتدل على دوام العقاب، ولا يقال: كيف يلزم على معصية منقطعة عقابٌ دائم؛ لأن العقاب لا يتقدر بقدر وقت الفعل؛ ولذلك قد يستحق المسيء الذم دائمًا حتى يحسن منا ذم فرعون مع بُعْدِ العهد، والذم يجري مجرى العقاب، كذلك العقاب.
قوله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ٤٠}
  · القراءة: قراءة العامة «إسرائيل» ممدود مهموز ممتنع، وهو الأفصح والأحسن، وعن الحسن والزهري إسرايل بغير همز، ولا مد، وعن الأعمش وعيسى بن عمر