قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا 86 الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا 87}
  والطلب عن الأصم «يَكنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا» يعني خيرًا في الدنيا، وهو الظفر والغنيمة، وفي العقبى المثوبة والجنة «وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا» قيل: الكفل: الوزر والإثم عن الحسن وقتادة، وقيل: النصيب كقوله: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} عن السدي والربيع وابن زيد، فكأنه قيل: نصيب من الشر «وَكَانَ اللَّه» يعني لم يزل ولا يزال على هذه الصفة «عَلَى كُلِّ شِيءٍ» ما يصح أن يعلم ويخبر عنه «مُقِيتًا» قيل: المقيت: المقتدر عن السدي والكسائي وابن زيد، وقيل: هو الحفيظ عن ابن عباس والزجاج، وقيل: الشهيد عن مجاهد، وقيل: الحسيب، وقيل: المجازي كأنه قيل: على كل شيء من الحسنة والسيئة مجازيًا عن أبي علي، وقيل: القادر على إعطاء كل واحد قوته عن الفراء.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الإعانة على الخير، وطلب الخير لغيره والدعاء يوجب له نصيبًا من الأجر كما لفاعله، وجرى في ذلك مجرى قوله: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها» الخبر، وتدل أنه تعالى يحفظ الأعمال ويجازي بها.
قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ٨٦ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}
  · القراءة: قرأ «أصدق» وكل صاد ساكنة بعدها دال بإشمام الزاي حمزة والكسائي، والباقون بالصاد خالصة، وهو الاختيار.