قوله تعالى: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين 11 فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون 12 لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون 13 قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين 14 فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين 15}
  · الأحكام: تدل الآية على أنه لم يرسل إلا رجالاً، ولم يبعث امرأة ولا صبياً ولا جنياً.
  وتدل على أن ما اقترحوا من الآيات لم يكن لطفاً لهم، وأن حكم المقترح حكم الواقع، فإذا لم يؤمنوا بالواقع كذلك بالمقترح.
  ويدل قوله: «فسألوا» على جواز الرجوع إلى أهل الكتاب وإلى الأحبار؛ لأن معرفة كون الأنبياء من البشر طريقه التواتر.
  وتدل على عظيم نعمه بإنزال القرآن وما فيه من الشرف، وبيان ما يحتاجون إليه على ما روي في الخبر: «فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وفَصْلُ ما بينكم».
قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ١١ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ١٢ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ١٣ قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ١٤ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ١٥}
  · اللغة: القصم: الكسر، قصمت الشيء: كسرته، وقيل: القصم بالقاف أن يكسر الشيء اثنين، ومنه: هو أقصم الثَّنِيَّة؛ أي: منكسرها، والفَصْمُ بالفاء أن يتصدع الشيء فلا يَبِينَ، يقال: قصمه يقصمه قصماً وانقصم قصماً وانقصاماً، وهو قاصم الجبابرة، والعرب تسمي الشدائد قاصمة الظَّهْرِ.