قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 71 قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون 72 وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون 73 وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون 74 وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين 75}
  وتدل على أنه تعالى يعصم رسوله من قومه، وقد قال مشايخنا: إنه يجب عليه تعالى حفظ الرسول في موضعين: أحدهما: حتى يُبَلِّغَ الرسالة، وثانيهما: إذا كان في بقائه لُطْفٌ ومصلحة، فإذا لم يكن هذان الوجهان جاز أن يخلي.
  وتدل أن المكر فعلُهم ليس بخلق الله تعالى.
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٧١ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ٧٢ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ٧٣ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ٧٤ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ٧٥}
  · اللغة: الترادف: التتابع، والرديف الذي يردفه، وكل شيء يتبع شيئًا فهو ردفه، وأرداف النجوم: تواليها، والرديفان: الليل والنهار لتتابعهما، وهذا أمر ليس له رِدْفٌ أي: تَبِعَةٌ، ويقال: أَرْدَفْتُهُ ورَدِفْتُهُ: إذا ركب خلفه، وأَرْدَفْتُهُ: أركبته خلفي، وأردفت الرجل: جئت بعده، قال ابن الأنباري: ردفت وارتدفت ولحقت بمعنى، وترادفوا: تلاحقوا.
  والأكنان: جعل الشيء بحيث لا يلحقه أذى لمانع يصده، وأصله الكَنُّ، فكننت الشيء: سترته. وجعلته في كِنٍّ، ومنه: الكنانة.
  · الإعراب: الواو في قوله: {وَيَقُولُونَ} واو عطف، وقيل: {رَدِفَ} من الحروف التي تتعدى بحرف وبغير حرف، وقيل: دخل اللام لأن معناه: ردفا لكم، وقد تدخل زائدة كقولهم: {لِرَبِّهِم يَرْهَبُونَ}[الأعراف: ١٥٤] قال الفراء: اللام صلة زائدة.