قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون 16}
  وتدل على أن قتل الكفار وتعذيبهم مما يَسُرُّ المؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم.
  وتدل على أنه يجوز إظهار السرور بموت الظلمة، وما يصيبهم من البلاء.
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٦}
  · القراءة: أكثر القراء على التاء في قوله: «وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» على الخطاب، كقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ} وروي عن أبي عمرو ويعقوب «تَعْمَلُونَ» بالتاء على المعاينة: كقوله: {وَلَمْ يَتَّخِذُوا}.
  · اللغة: الحُسْبَان: الظن، والحُسْبانُ: الحساب، والحسب مصدر حسبت الشيء أحسبه حسابًا وحسبانًا، وحِسْبَانَةً وحَسْبًا، ومن الظن: حسبته أحسِبه بكسر السين.
  والوليجة: الدخيلة في القوم من غيرهم، قال أبو مسلم: الوليجة المدخل، وبناؤه فَعِيلَة، وأصله من ولج يلج ولوجًا إذا دخل، ومنْه: {يُولَجُ الليلَ فِي النَّهَارِ} ومنه: {مَا يَلجُ فِي الأَرض}، واتَّلجَ في تَوْلِجِهِ إذا دخل، ومنه: الوليجة، ودخيلته، والبطانة نظائر، قال الشاعر:
  بِئْسَ الوليجَةُ للهَاربِينَ ... والمعْتَديِنَ وأهْلِ الرَّيَبْ
  وكل شيء دخل في شيء ليس منه فهو وليجة، يقال: هو وليجتي وبطانتي أي: خاصتي، فأما حديث عبد اللَّه: «إياك والمباح على ظهر الطريق فإنها بمنزلة الوالجة»