التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم 174}

صفحة 1393 - الجزء 2

قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ١٧٤}

  · اللغة: الانقلاب والرجوع من النظائر، وبينهما فرق، فالرجوع المصير إلى الموضع الذي كان فيه صاحبه، قيل: والانقلاب هو المصير على نقيض ما كان [قبل] كقولهم: انقلب الطين خزفًا.

  والنعمة: المنفعة الحسنة إذا قصد بها المنعم للإحسان.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» من الإعراب؟

  قلنا: النصب على الحال؛ لأنه في موضع سالمين، والعامل فيه (انقلبوا).

  · النزول: روي أنهم لما رجعوا عن بدر الصغرى، ولم يلقوا كيدًا قالوا: هل يكون هذا غزوًا، فأعطاهم اللَّه تعالى ثواب الغزاة، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  · المعنى: لما تقدم ذكر انقطاعهم إليه سبحانه بين تعالى ما منَّ عليهم فقال تعالى: «فَانْقَلَبُوا» يعني رجعوا من وجهتهم إلى المدينة، وقيل: رجعوا بعد أحد لما خرجوا في طلب أبي سفيان «بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّه وَفَضْلٍ» قيل: النعمة العافية، والفضل التجارة عن السدي ومجاهد، وقيل: النعمة: الثبوت على الإيمان والطاعة، والفضل: الربح في تجارتهم عن الزجاج، فإنهم في بدر الصغرى لما أتوا بدرًا ولم يلقوا غزوًا اتجروا وربحوا، وقيل: بفضل في دينهم من طاعة اللَّه. عن الأصم، وقيل: كان أبو سفيان خلف ببدر أثاثًا وأمتعة فغنمه أصحاب محمد ÷ فذلك النعمة، والفضل ما برأ من جراحتهم «لَمْ