قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل 44 والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا 45}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ٤٤ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ٤٥}
  · القراءة: قراءة العامة «يُضِلُّوا» بكسر الضاد، وعن الحسن بفتحها على ما لم يسم فاعله.
  · اللغة: الرؤية: إدراك المرئي، ثم قد يُدْرِك بحاسة إذا كان الرائي جسمًا، وقد يدرك لا بحاسة وهو القديم تعالى، والرؤية تطلق ويراد به العلم قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧} والاشتراء: الاستبدال.
  والكفاية: بلوغ النهاية في مقدار الحاجة، كفى يكفي كفاية فهو كافٍ، والاكتفاء: الاجتزاء بشيء عن شيء، ونظيره الاستغناء.
  والنصرة: زيادة القوة ومثله المعونة، ونقيضه الخذلان.
  · الإعراب: يقال: لم دخلت (إلى) في «ألم تر» وما المرئي؟
  قلنا: إنما دخلت (إلى) ليتضمن الكلام معنى التعجب كقولك: ألم تر إلى زيد ما أكرمه، كأنك تقول: ألم تر عجبًا بانتهاء رؤيتك إلى زيد، ثم بينه بقوله: ما أكرمه!
  والمرئي هو (الَّذِينَ).
  وفي دخول الباء في قوله: «وكفى بِاللَّهِ» قولان: الأول: لتأكيد الاتصال. الثاني: لأنه دخله معنى اكتفوا بِاللَّهِ عن الزجاج، وموضعه رفع بالاتفاق، وتقديره كفى اللَّه ناصرًا ونصيرًا، قيل: يعني مِنْ نَصيرٍ.