قوله تعالى: {قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين 6 ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين 7 قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 8}
  وتدل أن قبل البعثة يلزم المكلف، فتدل أن التكليف العقلي ينفرد عن الشرعي.
  ويدل قوله: «وَآخَرِينَ» أنه مبعوث إلى الكافة؛ ولذلك ختم به النبوة.
  ومتى قيل: كيف يصح ذلك بعد موته؟
  قلنا: علماء أمته يقومون مقامه، ويبلغون عنه.
  ويدل قوله: «وَيُزَكِّيهِمْ» أنه يريد تزكية الْخَلْقِ، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل أنهم لما لم يعملوا بالتوراة لم ينتفعوا به، وكانوا في حمله كالحمار، وفيه تخويف لمن لا يعمل بالقرآن، فيصير حاله كحالهم.
قوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٦ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ٧ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٨}
  · اللغة: الزعم: قول عن ظن أو علمٍ، وقد يكون باطلاً، قال الله تعالى: {هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ}[الأنعام: ١٣٦] فهذا باطل، وقال الشاعر:
  تَقُولُ هَلَكْنَا إِنْ هَلَكْتَ وَإِنَّمَا ... عَلَى اللهِ أَرْزَاقُ الْعِبَادِ كَمَا زَعَمْ
  أي: كما قال، وهذا حق.
  والتمني: قول القائل: ليت كان كذا، ويتعلق بالماضي والمستقبل، وهو من