قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين 16 وحفظناها من كل شيطان رجيم 17 إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين 18}
  وتدل على أنهم لا يؤمنون أبداً، لأنه تعالى أخبر عن طريقتهم في جميع الأوقات، عن الشيخ أبي حذيفة، وواصل بن عطاء.
  وتدل على أنه لا لطف لهم يؤمنون عنده، لأن ما ذكره مبالغة في أنهم ينتفعون بما يظهره اللَّه تعالى.
  وتدل على أن السحر ما يرق ويلطف من الحيل حتى يلتبس بالمعجز، ويحتاج إلى تأمل للتمييز.
  وتدل على بطلانه، وكذلك سد الأبصار، وأنه من اعتقاد الكفرة، ولذلك حكى ذلك عنهم ذماً وتهجيناً، قال شيخنا أبو علي: ومن جوز ذلك لا يمكنه الاستدلال على التوحيد والنبؤات، لأنه لم يثق بالمشاهدات، ولا بما يظهر من المعجزات.
  ومتى قيل: فمع هذا الاعتقاد كيف نكلف؟
  قلنا: نكلف أولاً بإزالة هذا الاعتقاد، ثم النظر في الأدلة، كما كلف البرهمي أن يزول عن اعتقاده أن البعثة لا تجوز، ثم ينظر في علامات الأنبياء.
  وتدل على أن اعتقاد الباطل ربما أثر فيما يؤثر بالبصر كما قال تعالى: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ}[الأعراف: ١١٦].
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ١٦ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ١٧ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ١٨}