التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين 80 ارجعوا إلى أبيكم فقولوا ياأبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين 81 واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون 82}

صفحة 3695 - الجزء 5

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ٨٠ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ٨١ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ٨٢}

  · القراءة: قراءة العامة: «سَرَقَ» بالتخفيف ونصب السين والراء على أنه فعل ماض مضاف إلى الابن، وقرأ ابن عباسٍ والضحاك: «سُرِّقَ» بضم السين وكسر الراء وتشديدها، على ما لم يسم فاعله، يعني أنه نسب إلى السرقة، كقولك: فَسَّقْتُه أي: نسبته إلى الفسق، قال أبو علي: وهو أحب القراءتين إلي؛ لأنه أبعد لكلامهم من الكذب.

  · اللغة: اليأس: قطع الطمع في الأمر يئس يأسًا، وأيس ييأس، واستيأس، استفعل: منه، يقال: استيأس يستيئس استيئاسًا، فهو مستيئس.

  والنَّجِيُّ: القوم يتناجون، يقال ذلك للواحد والجمع، قال تعالى في الواحد: {وَقَرَّبنَاهُ نَجيًّا} وقال في الجماعة: {خَلَصُوا نَجِيًّا} وإنما جاز ذلك؛ لأنه مصدر جعل نعتًا كالعدل، والمناجاة: رفع الشيء من كل واحد إلى صاحبه عن خفية، ومثله المسارة، وأصله: النجو وهو الارتفاع، ومنه: {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} يقال: نجوت فلانًا أنجوه نجيًا، والنجوى يكون اسمًا ومصدرًا، قال