التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين 108 وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون 109}

صفحة 3726 - الجزء 5

قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٠٩}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «نُوحِي إِلَيْهِمْ» بالنون حيث كان؛ لقوله: «أرسلنا»، وقرأ الباقون: «يُوحَى» بالياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر ويعقوب ورواية عن عاصم: «أفلا تعقلون» بالتاء على الخطاب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي بالياء على المغايبة.

  · اللغة: السبيل: الطريق، وهو المكان المهيأ للسلوك، ودين الإسلام طريق يؤدي إلى الجنة، وهو سبيل الحق، والسبيل يُذَكَّر ويؤنث.

  والبصيرة: جمعها بصائر، وهو ما يبصر به الشيء أي: يعرف، وأصله ظهور الشيء وبيانه، ثم سمي العلم بصيرة كأنه يبصره بعينه.

  والسير: المرور الممتد في جهة، ومنه: السير واحد السيور لامتداده في جهة، سار يسير سيرًا، وسَيَّرَهُ تسييرًا.

  · الإعراب: «سبحان» مصدر لا ينصرف. قال الشاعر:

  سُبْحَانَ مِنْ علقَمَةَ الفَاخِرِ