التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب 165}

صفحة 690 - الجزء 1

  وسادسها: مجيئه مرة وذهابه مرة أخرى، ولو دام لعاد في المضرة وكما لو لم يكن لحصلت المضرة، وكل ذلك يدل على صانع مدبر سبحانه وتعالى.

  ومتى يقال: لم خص هذه الأشياء وجميع الأجسام دالة عليه؟

  قلنا: لأنها جامعة بين كونها أدلة وكونها نعمًا على المكلفين؛ فلذلك ذكرها عقيب قوله: «وَإلَهُكُمْ»، ولأن ذلك مما يشاهده عموم الخلق، ولا يخفى على ذي لب.

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ١٦٥}

  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر ويعقوب: «ولو ترى» بالتاء المعجمة من فوق على الخطاب، وقرأ الباقون بالياء المعجمة من تحت على الإخبار عمن جرى ذكرهم.

  واختلفوا في «يَرَوْنَ» فقرأ ابن عامر بضم الياء على التعدية، وقرأ الباقون «يَرَوْنَ» بالفتح على إضافة الرؤية إليهم.

  وقرأ أبو جعفر ويعقوب «إن القوة» «وإن اللَّهَ» بكسر الألف في (أنّ) فيهما على الاستئناف، والقراء على فتح الألف فيهما على معنى لعلموا حين يرونه.

  · اللغة: الحب: خلاف البغض، يقال: أَحَبَّهُ حُبًّا، وأحبه إحبابًا، والحب يستعمل بمعنى الإرادة، وعلى هذا يقال: أحب اللَّه ورسوله، واللَّه يحب عباده، والمراد بحب اللَّه عبدَهُ إرادةُ مَدْحِه وثنائه وإثابته، وحب العبد لله: إرادة ثنائه ومدحه وعبادته وتعظيمه، ويقال: أحببت أفعل كذا، أي أردت وهو الأصل، ثم يستعمل في الشهوة توسعًا، يقال: يحب جاريته، والحب يضاف إلى الشخص وإلى الفعل، فالأول كقولهم: فلان