قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين 54}
  الدنيا، وقيل: نرد إلى حال التكليف لنعبده، عن الأصم وأبي علي. «فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ» يعني في معرفة اللَّه وطاعته، وهذا على وجه النوح والتحسر، وإلا فهم يعلمون أنهم لا يجابون إلى ذلك، ولا يُمَكَّنُون منه، قال اللَّه تعالى: «قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» أي: أهلكوها، وقيل: خسروا منافع أنفسهم «وَضَلَّ عَنْهُمْ» هلك، ويضل عنهم «مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ» ما يَكْذِبون: دعوى آلهة لهم، ثم رجوا نفعهم وشفاعتهم، عن أبي علي وأبي مسلم. وقيل: عبادتهم ومعبودهم فلم يغن عنهم شيئًا، عن الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الكتاب الذي هو القرآن مِنْ عنده، وأنه فَصَّلَهُ، وتدل على حدوثه.
  وتدل على أن أهل الآخرة يتمنون الشفعاء والرد إلى الدنيا، فلا يجابون.
  وتدل على أن الآخرة ليست بدار تكليف؛ إذ لو كانت كالدنيا لما تمنوا الرجوع.
  وتدل على أنهم في الدنيا كانوا فاعلين مختارين قادرين؛ إذ لو لم يكونوا كذلك لما تمنوا الرجوع، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
  قال أبو علي: ما تقوله النجارية أن في الآخرة تكليفًا خلاف الإجماع، والآية تدل على بطلان قولهم.
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٥٤}