قوله تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما 147}
  ومتى قيل: أليس استويا في الكفر فضم الإيمان إليه كيف يزيده عقوبة؟
  قلنا: لأنه اجتمع فيه سوى الكفر خصال استحق بها العقوبة؛ لخداع المؤمنين وإفشاء أخبارهم وطلب المكيدة لهم، وشدة ضروهم على المسلمين، واستهزائهم بالدين، وإدخالهم الشبه على الضعفة، وأكلهم أموال المسلمين، وغير ذلك من الخصال المذمومة.
  وتدل على أنه لا يعاقب أحدًا إلا بعد أن يكون له عليه حجة بعصيانه إياه، خلاف ما يقوله أهل الجبر، عن أبي علي.
  وتدل على أن التوبة من النفاق مقبولة.
  وتدل على أن النجاة تحصل له بمجموع الخصال المذكورة في الآية.
قوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ١٤٧}
  · اللغة: الشكر: الاعتراف بالنعمة من المنعم عليه، وضده الكفر، وهو جحد النعمة، والشكر في صفات اللَّه تعالى مجاز وتوسع أنه يجازيهم على الطاعة بالمثوبة، وقال بعضهم: أصل الشكر مأخوذ من قولهم: ناقة شكور: إذا كثر سمنها بقليل من العلف، واللَّه تعالى يرضى عن عباده مع كثرة نعمه، فقليل من العبادة مع التوحيد، ويصح أن يقال: يحمد نفسه لأنه نقيض الذم، ولا يصح أن يقال: يشكر نفسه؛ لأنه لا يصح الاعتراف بالنعمة من نفسه.
  · الإعراب: ما: استفهام والمراد التقرير، يعني لا يكون العذاب للشاكر المؤمن.