التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في ظلال وعيون 41 وفواكه مما يشتهون 42 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 43 إنا كذلك نجزي المحسنين 44 ويل يومئذ للمكذبين 45 كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون 46 ويل يومئذ للمكذبين 47 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون 48 ويل يومئذ للمكذبين 49 فبأي حديث بعده يؤمنون 50}

صفحة 7240 - الجزء 10

  الْمُجْبِرَة؛ إذ لا عذو أوضح على مذهبهم من قولهم: خلقت فِيَّ العصيان والقدرة الموجبة لها، ولم تعطني قدرة الإيمان ولا شئتها؛ بل منعتني عنه كل منع فكيف تؤاخذني؟ وأما على مذهب العدل: فالعبد مُزاح العلة، أُتِيَ في استحقاق العذاب من جهته، فلا عذر له، ولا حجة.

  ومنها: أن يوم القيامة يفصل بين الخلق.

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ٤١ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٤٢ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٤٣ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٤٤ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٥ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ٤٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٧ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ٤٨ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٩ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ٥٠}

  · القراءة: قراءة العامة: «ظِلَالٍ» جمع الظل، وقراءة الأعرج: «في ظلل» جمع ظلة.

  · اللغة: المتقي: المجتنب للقبائح، اتقى اتقاء. والعيون: أنهار جارية في غير أخدود.

  والشهوة: توقان النفس إلى المشتهى، اشتهى يشتهي اشتهاء، ويشتهي تشهيًا، وطعام شهي، والشهوة: جنس من الأعراض محلها القلب، لا يقدر عليها غير الله تعالى.

  والهنيء: النفع الخالص من شائب الأذى.

  والتمتع: الاستمتاع بأحوال تلذ، تَمَتَّعَ تمتعًا، واستمتع استمتاعًا، وأمتعه غيره إمتاعًا، والتمتع والتلذذ من النظائر.