قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم 188}
  وهذا توسع، «فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ» يعني تضييعهم الميثاق بما أخذوا، وقيل: بئس الثمن أن يستحقوا به العقاب الدائم.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب إظهار الحق وتحريم كتمانه، فيدخل فيه بيان الدين والأحكام والفتاوى والشهادات وغير ذلك مما يجب إظهاره.
  وتدل على أن هناك أمورًا يختص لمعرفتها أهل الكتاب ويعلم ذلك من جهتهم، وهو يحتمل بيان صفة الرسول ومسائل الأحكام التي يختص بها أهل العلم.
  وتدل على ذم من يترك الكتاب لدنيا يصيبها.
قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٨٨}
  · القراءة: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: «لا يحسبن الَّذِينَ يفرحون» بالياء وفتح الباء على تقدير لا يحسب الفارح، و (الَّذِينَ يفرحون) على هذا محله رفع؛ لأن الفعل مضاف إليه. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالتاء ونصبا الباء على تقدير: لا تحسبن أيها السامع، و (الَّذِينَ يفرحون) على هذا محله نصب لأنه مفعول.
  «فلا تحسبنهم» الثاني: بالياء وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو على تقدير: لا يحسب الفارحون كأنه قيل: لا يحسبوا أنفسهم. وقرأ الباقون بالتاء على تقدير: لا تحسبنهم أيها السامع، وعلى القراءتين محلهم نصب؛ لأنه مفعول.
  قراءة العامة: «أتوا» وعن إبراهيم «آتوا» بالمد. أي أعطوا من أنفسهم، وعن سعيد بن جبير «أوتوا» أعطوا على ما لم يسم فاعله.