قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون 10}
  قلنا: ليسلموا من الفئتين، وقيل: رجاء أن يعلموا أسرار المؤمنين. فيبلغوا ذلك أعداءهم، ويطلبوا الغوائل، وقيل: رجاء أن يكرمهم الرسول والمؤمنون كما أكرموا غيرهم، عن أبي علي، وقيل: معناه يفسدون بنفاقهم ما أظهروا من الإيمان، فأفسد اللَّه عليهم حالهم بأن صيرهم إلى النار «وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ» لأن عقابه ينزل بهم، وقيل: يعملون في دين اللَّه تعالى ما هو خداع فيما بينهم «وَمَا يَشْعُرُونَ» يعني لا يعلمون أن وباله عليهم، وقيل: لا يعلمون أن ذلك لا ينفعهم عند اللَّه تعالى، كما ينفع في الدنيا.
  · الأحكام: الآية تدل على بطلان قول أصحاب المعارف أنه لا كافر إلا معاند؛ لأنه تعالى وصفهم بأنهم لا يعلمون.
  وتدل على أن ما فعلوا من الخداع فِعْلُهُم، وليس بخلق لله؛ لذلك ذمهم به وأضافه إليهم.
  وتدل على قبع الخداع في الدين.
قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّه مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ١٠}
  · القراءة: قرأ «يَكْذِبُونَ» بالتخفيف، وفتح الياء، وسكون الكاف، من الكذب، عاصم وحمزة والكسائي، والباقون «يُكذِّبون» بضم الياء والتشديد من التكذيب، واختار بعضهم الأول؛ لأنه جرى ذكر الكذب دون التكذيب، فكان الوعيد على الكذب،