التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 113}

صفحة 554 - الجزء 1

  اللفظ، ومرة على المعنى كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ} {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ} «وَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ».

  يقال: إذا قال: «فلهم أجرهم» فما معنى «وَلاَ خَوْفٌ»؟

  قلنا: فيه قولان:

  أحدهما: أنه على يقين لا على رجاء يخاف معه إلا أن يكون الموعود به.

  الثاني: للفرق بين حالهم وحال أهل العقاب الَّذِينَ يخافون ويحزنون، عن أبي علي، كأنه ذكر ذلك تأكيدًا.

  · الأحكام: في الآية تنبيه على أن الجنة للمسلمين فقط دون الكفار.

  وتدل على أنها تنال بالإيمان مع الإحسان في العمل، وقيل: إنه مشروط بترك الكبائر، وقيل: غير مشروط؛ لأن من ارتكب كبيرة فليس بمحسن، والأول الصحيح.

  وتدل على أن أهل الجنة لا ينالهم خوف ولا حزن في الآخرة، خلاف ما يقوله قوم.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١١٣}

  · اللغة: التلاوة: القراءة.

  والقيامة: مصدر قام يقوم قيامًا وقيامة، إلا أنه صار كالعَلَمِ لوقت بعينه، وهو يوم يبعث اللَّه فيه الخلق، فيقومون من قبورهم، وقيل: لأنهم يكونون قيامًا ثَمَّ.