قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي 41 اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري 42 اذهبا إلى فرعون إنه طغى 43 فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى 44 قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى 45}
  · الأحكام: تدل الآية على أن اللَّه تعالى أجاب دعاءه، فيبطل قول من قال: بقي في لسانه أدنى عقدة.
  ويدل قوله: {يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ} أن فرعون أخذه بنفسه، أو أعوانُهُ بأمره.
  ومتى قيل: كيف كان عدواً له في الحال؟
  فجوابنا: لأنه كان يقتل كل ذكر ويعادي كل وليد، وكان عدوه بصفته لو علم حال موسى لما أبقاه، فكان عدواً في الحال، ويحتملِ أن يصير عدواً له.
  وتدل على كثرة نعم اللَّه تعالى عليه وأنه كان يحرسه وينجيه من كل محنة، ويعطيه كل نعمة.
  وتدل على أن ذلك القتل لم يكن عن إذن ولم يكن مباحًا؛ لذلك اغتم.
قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ٤١ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ٤٢ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ٤٣ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ٤٤ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ٤٥}