التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم 36 إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم 37 هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم 38}

صفحة 6470 - الجزء 9

  الصلح ابتداء، بل يجب عليهم الجهاد، فإذا دعوا جاز، والذي عليه مشايخنا، وأكثر الفقهاء هو الأول.

  ويدل قوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} أن المؤمن عالٍ ولم يوقَّت، ولم يعرَّف، فوجب حمله على أنه عالٍ في جميع الأحوال، عالٍ بإظهار دينهم، وإن غُلبوا في بعض الأحوال، فالاعتبار بإظهار دين الإسلام وكلمة الحق.

قوله تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ٣٦ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ٣٧ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ٣٨}

  · القراءة.

  · القراءة الظاهرة «أَمْثَالَكُمْ» وجوز بعضهم «مِثْلَكُمْ» وإنما يجوز في العربية، ولا تجوز القراءة به، أما في العربية يجوز، كقوله: {إِنَّكُمْ إذًا مِّثلُهُمْ}⁣[النساء: ١٤] فإذا قُرئ «أمثالكم» عينت الآحاد بالآحاد، وإذا قرئ: «مثلكم» قابلت الجمع بالجمع، أي: لا يكون جمعكم مثل جمعهم.