قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا 31 حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36 رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا 38 ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا 39 إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا 40}
  الحساب، عن الحسن، وقتادة، وقيل: لا يظنون أن لهم حسابًا، عن أبي مسلم. «وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا» أي: كذبوا بأدلتنا تكذيبًا «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا» يعني: لم يعاقبهم حتى أحصى عليهم جميع أفعالهم القليل والكثير، وقيل: الكتاب: الحِفْظُ، أي: كل شيء أحصيناه حفظًا وكتبناه كتابًا، ثم يقال لهم: «فَذُوقُوا» العذاب، قيل: هذا نداء من الله لهم، فيكون أعظم في عقابهم، وقيل: بل تقوله الخزنة «فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا» قال الحسن: سألت أبا بردة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله تعالى، فقال: سألت رسول الله ÷، فقال: «فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا»، وإنما قال: «فَلَن نَزِيدَكم»؛ لأن كل عذاب يأتي بعد الوقت الأول، فهو زائد عليه.
  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:
  منها: عظم أحوال القيامة، وشدة أهوالها.
  ومنها: بيان ما أعد الله تعالى للطغاة، وأنهم أهل جهنم، خلاف قول المرجئة.
  ومنها: أن العقاب على وفاق الأعمال؛ لأنه جزاؤها، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  ومنها: أن التكذيب فعل العبد، لذلك استحق العقاب، بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ٣١ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ٣٢ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ٣٣ وَكَأْسًا دِهَاقًا ٣٤ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ٣٥ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ٣٦ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ٣٧ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ٣٨ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ٣٩ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}