التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين 56}

صفحة 2254 - الجزء 3

  وتدل على أن الرحمة واجبة عند التوبة خلاف من يقول: إنه تفضل.

  وتدل على وجوب النظر وجواز الحجاج في الدين، وبطلان قول أصحاب المعارف.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ٥٦}

  · القراءة: قراءة العامة: «ضَلَلْتُ» بفتح اللام، وعن يحيى بن وثاب وأبي رجاء العطاردي بكسر اللام، وهما لغتان، ضَلَّ يَضِلُّ مثل: قَر يقِرّ، وضَل يَضَلُّ، مثل: مَلّ يَمَلُّ ضلالاً فيهما، وهو ضال، وأضله غيره إضلالاً، والفتح أفصح وأخف وأكثر استعمالاً.

  · اللغة: النهي: قول القائل لمن دونه: لا تفعل، إذا كره المنهي عنه، وقيل: هو الزجر عن الفعل بطريقة لا تفعل، والغرض في النهي انتفاء انفعل كما أن الغرض من الأمر إيجاد الفعل.

  والهوى: هوى النفس مقصور، وجمعه: أهواء، وهواء الجو ممدود، وجمعه:

  أهوية.

  · الإعراب: يقال: ما معنى (مِنْ)، و (إذن)، في قوله: «مِنْ دُونِ اللَّهِ» و «ضَلَلْتُ إِذًا»؟

  قلنا: معنى (إذًا) الجزاء كأنه قيل: قد ضللت إن اتبعت أهواءكم، وأما (من)