التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب 27 الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب 28 الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب 29}

صفحة 3787 - الجزء 5

  وتدل على أنه تعالى يبسط الرزق، ويضيق بحسب المصلحة.

  وروي عن النبي، ÷ «أن اللَّه تعالى يقول: إن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، ومنهم من لا يصلح له إلا الصحة ولو أمرضته لأفسده ذلك»، فبين أنه تعالى يدبرهم بحسب المصلحة.

  وتدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يغتر بالدنيا، وينسى الآخرة.

  وتدل على أن هذه الخصال فعل العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل على قبح هذه الخصال.

  وتدل على قبح الفرح بالدنيا على سبيل الافتخار، والاقتصار عليه.

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ٢٧ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ٢٩}

  · القراءة: قال أبو القاسم |: (حُسْنُ مَآبٍ) منهم من قرأ برفع النون على أنه عطف على قوله: «طوبى لهم»، وهو خبر الابتداء أي: ولهم حسن مآب، وعن بعضهم بالنصب على تقدير: ثوابًا لهم طيبًا وحسن مآب.

  · اللغة: الإنابة: الرجوع عن قولهم، ناب ينوب نوبة إذا رجع مرة، فالإنابة الرجوع إلى الحق بالتوبة، وأناب فلان القوم: أتاهم مرة بعد مرة.