التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون 29 انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب 30 لا ظليل ولا يغني من اللهب 31 إنها ترمي بشرر كالقصر 32 كأنه جمالت صفر 33 ويل يومئذ للمكذبين 34 هذا يوم لا ينطقون 35 ولا يؤذن لهم فيعتذرون 36 ويل يومئذ للمكذبين 37 هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين 38 فإن كان لكم كيد فكيدون 39 ويل يومئذ للمكذبين 40}

صفحة 7235 - الجزء 10

  وعاه «وَجَعَلْنَا فِيهَا» في الأرض «رَوَاسِيَ» أي: جبالاً ثوابت «شَامِخَاتٍ» عاليات، أوتادًا للأرض، وخزائن للحلي، فيها الجواهر والمعادن، ومنها تخرج المياه «وَأَسْقَيْنَاكُمْ» أي: جعلنا لكم سقيًا «مَاءً فُرَاتًا» عذبًا، عن ابن عباس، وقتادة، وعن ابن عباس: أصول الأنهار العذبة أربعة: جيحان ومنه دجلة، وسيحان نهر بلخ، وفرات الكوفة، ونيل مصر. «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» بهذه النعم، وأنه من الله تعالى، وقيل: بالأنبياء والقرآن، وإنما كرر ذلك؛ لأنه عدد نعمه بذكر كل نعمة، فلا يعد تكرارًا.

  · الأحكام: الآية تتضمن أحكامًا:

  منها: أنه خلق الإنسان من ماء مهين، وأن الإنسان هو هذا الظاهر، خلاف من يخالفنا في الإنسان، وفيه تنبيه على قدرته وحقارة الإنسان.

  ومنها: أنه خلق الإنسان في قرار إلى قدرته، نقله من حال إلى حال، فتدل على صانع قادر عالم.

  ومنها: ما أنعم عليهم بالأرض والجبال حيًّا وميتًا.

  ومنها: عِظَمُ عقوبة المكذب بآيات الله.

قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٩ انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ٣٠ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ٣١ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ٣٢ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ٣٣ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٤ هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ٣٥ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ٣٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٧ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ٣٨ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ٣٩ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٠}

  · القراءة: «انْطَلِقُوا» قرأ يعقوب الأولى بكسر اللام، والثانية بالفتح، الأُولَى على الأمر،