قوله تعالى: {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين 71 ولقد أرسلنا فيهم منذرين 72 فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73 إلا عباد الله المخلصين 74 ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون 75 ونجيناه وأهله من الكرب العظيم 76 وجعلنا ذريته هم الباقين 77 وتركنا عليه في الآخرين 78 سلام على نوح في العالمين 79 إنا كذلك نجزي المحسنين 80 إنه من عبادنا المؤمنين 81 ثم أغرقنا الآخرين 82}
  وابن زيد. وهو فعل ما لم يسم فاعله، كأنه قيل: بعضهم يسوق بعضًا، وقيل: قدروا آثارهم في الشرك وأسرعوا فيه تقليدًا، وقيل: يهرعون يستحثون مَنْ خلفهم، عن أبي عبيدة. وقيل: يزعجون إلى الإسراع.
  · الأحكام: تدل الآية على فساد التقليد.
  وتدل على شدة أنواع العقاب لأهل النار.
  وتدل أنهم عند شرب هذه الأشياء وأكلها، يخرجون من النار حتى يعلموا مضارها؛ إذ لو كانوا في النار لشغلتهم مضار النار عن ذلك.
  وتدل على أن في النار أشياء لا تحرقها.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ٧١ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ٧٢ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ٧٣ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ٧٤ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ٧٥ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ٧٦ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ٧٧ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ٧٨ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ٧٩ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٠ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ٨١ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ٨٢}
  · اللغة: الضلال: أصله الهلاك، ثم يسمى الضلال في الدين بذلك؛ لأنه ذهاب عن الحق إلى طريق الهلاك، فأما الإضلال فقد يكون بالأمر وبالدعاء وبالحكم، وقد يكون بالإهلاك.
  والمنذر: المُعِلم بمواضع الخوف، وبفتحها المخوَّف وهم الكفار.
  والكرب: الحزن الثقيل على القلب، قال الشاعر: