التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 62 تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا 63 وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا 64 رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا 65}

صفحة 4584 - الجزء 6

  وقد اختلف مشايخنا فيه على ثلاثة أقوال:

  الأول: أنه يعود الثواب إذا تاب، ويعود العقاب إذا عاد بعد التوبة، وهو مذهب بِشْرٍ وجماعة.

  ومنهم من قال: لا يعود في الوجهين، وهو قول أبي علي وأبي هاشم وأصحابهما.

  ومنهم من يقول: يعود الثواب ولا يعود العقاب، عن أبي القاسم ويدل قوله {وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} أن وعده ووعيده لا يجوز فيه الخلف.

قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ٦٢ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ٦٣ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}

  · القراءة: قرأ يعقوب في بعض الروايات عنه {نُوَرِّثُ} بفتح الواو وتشديد الراء من أورث يورث، وقرأ الباقون بالتخفيف.

  · اللغة: اللغو: الهَذَرُ من الكلام، وقيل: هو الذي لا معنى له يستفاد منه، واللغو واللَّغَا بمعنى، قال الشاعر: