التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون 121}

صفحة 2386 - الجزء 3

  القلوب، عن أبي علي، وقيل: الظاهر ما يعلمه الناس، والباطن ما لا يعلمه إلا اللَّه «إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ» أي: يفعلون المعاصي التي فيها الآثام «سَيُجْزَوْنَ» سيعاقبون «بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ» أي: يكسبون.

  · الأحكام: تدل الآية على إباحة ذبح الحيوان.

  وتدل على إباحة أكل ما ذكر اسم اللَّه عليه، وتحريم ما لم يذكر اسم اللَّه عليه، وهو الميتة، وما ذبح على النصب؛ لأنه شرط ذلك في الإيمان، فلا يدخل فيه مسائل الاجتهاد.

  وتدل أن العبد يُوَحِّدُ بأفعال القلوب، كما يُوَحِّدُ بأفعال الجوارح.

  وتدل على أن المضطر يحل له الميتة، ولا يحل عند عدم الضرورة.

  وتدل على أن العقاب يقع جزاء على الأعمال.

  وتدل على أن أفعال العباد من الهدى والضلال والأكل وغير ذلك أفعال لهم، حادثة من جهتهم. وتدل على صحة مذهبنا، ويبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١}

  · اللغة: الفسق: أصله في اللغة الخروج، وفي الشرع: الخروج عن ولاية اللَّه إلى عداوته، يقال: فسقت الرطبة: خرجت عن قشرها، والفُوَيْسِقَةُ: الفأرة، قال ابن الأعرابي: الفسق لغة غريبة، ولم تأت في شعر جاهلي ولا كلام لهم.