قوله تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام 11 إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان 12 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب 13 ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار 14}
  كانوا خمسة آلاف يوم بدر، نزل ثلاثة آلاف، ثم أنزل ألفًا، ثم أردف ألفًا، فجمعهم وقال: {بِخَمْسَةِ آلَافٍ} وقيل: بل كانوا سبعة آلاف، حكاه الأصم.
قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ١١ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ١٢ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ١٣ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ١٤}
  · القراءة: في «يغشيكم» ثلاث قراءات: وأولها: قراءة أبي جعفر ونافع: «يُغْشِيكُم» بضم الياء وسكون الغين وتخفيف الشين. «النعاسَ» بالنصب.
  والثاني: «يغشاكم النعاسَ» بالألف وفتح الياء والشين وسكون الغين بالرفع، قراءة أبي عمرو، وابن كثير، ومجاهد.
  الثالث: «يُغَشِّيكُمُ» بالياء وضمها وفتح الغين وكسر الشين وتشديدها «النُّعَاسَ» بالنصب، قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، ونحوه يروى عن الحسن، وعكرمة، وعروة بن الزبير.
  فالأول: من أغشى يُغْشي، والفعل مضاف إلى اللَّه - تعالى - لموافقة قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}، وكقوله: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ٧٨}، والثالث من غَشَّى يُغَشِّي، وجعلوا الفعل لله تعالى؛ موافقة لقوله: {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ٥٤}.