قوله تعالى: {أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين 16 وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم 17 أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين 18 وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون 19 وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون 20 أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون 21}
  وتدل على تعليم كيفية الشكر، وروي عن علي # عن النبي ÷، أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، وكبر ثلاثًا، وهلل ثلاثًا»، وقال قتادة في هذه الآية: كيف تقولون إذا ركبتم في الفلك؟ قال تقولون: «بسم الله مجراها ومرساها»، فإذا ركبتم الإبل قلتم: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} الآية، وإذا نزلتم من الفلك والأنعام قلتم: اللهم أنزلنا منزلاً مباركًا.
  ويدل قوله: {لَكَفُوُرُ} أن الكفر فعلُه.
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ١٦ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ١٧ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ١٨ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ١٩ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ٢٠ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ٢١}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي، وحفص عن عاصم: «يُنَشَّأُ» بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين، على ما لم يسم فاعله، أي: يربَّى، وقرأ. الباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين، أي: يَنْبُتُ ويكبر.
  وقرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عامر، ويعقوب: «عِنْدَ الرَّحْمَنِ»