قوله تعالى: {وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون 11 وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون 12 فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون 13}
  العصر، وقيل: بل كان إرهاصًا لنبوة موسى، فالأول قول مشايخنا البصرية، والثاني قول مشايخنا البغدادية.
  ويدل قوله: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا} أن اللام في لغة العرب يكون بمعنى العاقبة، وعلى ذلك حمل مشايخنا قوله: {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ}[يونس: ٨٨]، {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ}[الأعراف: ١٧٩] فيفسد قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل أنه تعالى فعل بها من اللطف ما قوى قلبها.
  وتدل أن الخطأ والإيمان فعلُ العبد.
قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١١ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ١٢ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ١٣}
  · القراءة: قراءة العامة: {جُنُبٍ}، وعن بعضهم: «جَنْبٍ» بفتح الجيم وسكون النون، وعن النعمان بن سالم: (عن جانب) أي: عن ناحية.
  · اللغة: القصّ: اتباع الأثر، قَصَّهُ يَقُصُّهُ: إذا اتبع أثره، ومنه القصص في الحديث؛ لأنه يتبع بعضه بعضًا، والقِصَاصُ: اتباع الجاني في الأخذ بمثل جنايته.
  وبصرته ورأيته من النظائر إلا أن «رأى» يتعدي؛ لأنه يدل على وجود المرئي،