التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 141}

صفحة 2432 - الجزء 3

  ذلك القتل حكمه وخلقه، فوجب أن يكون هو السفيه - تعالى اللَّه عن قولهم علوًّا كبيرا - وكذلك قوله: «أضلوا» يدل عليه.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ١٤١}

  · القراءة: قرأ ابن كثير ونافع وحفص وحمزة والكسائي: «حِصاده» بكسر الحاء، والباقون بفتحها، قيل: هما لغتان كالحِداد والحَداد، وصِرَام النخل وصَرَامه، يقال: هذا زمن الحصاد والحصاد.

  · اللغة: الإنشاء: الابتداء بالفعل من غير احتذاء على مثال، ومنه: أنشأ شعرًا: إذا أحدثه.

  والجنات: جمع جَنَّة، وهي البستان التي تَجُنُّهَا الشجر، أي: تسترها، وأصله من الستر ومنه: الجِن، والجَنَان، والجنين، والجنون والجُنَّة.

  والعرش: أصله الرفع ومنه سمي السرير عرشًا لارتفاعه، والعرش: السقف لارتفاعه، ومنه: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} والعرش: الملك، وعرش الرجل: قوام أمره، يقال: ثُلَّ عرشه: إذا وقع، ووهى أمره، وتعريش الكرم: رفع بعض أغصانه على بعض، والعرش: شِبْهُ الهودج يُتَّخَذُ للمرأة، وعرش السِّمَاك: أربعة كواكب أسفل من العَوَّا لارتفاعه، والعرش: البناء، ومنه: {يَعْرِشُونَ}. الثمرة جمعها: ثَمَرٌ، كبقرة وبقر، وثمار وثُمُرٌ، مثل كتاب وكتب، وقيل: ثمرة وثَمَرٌ لغة كنانة، وثُمُرٌ لغة تميم.