قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين 56 وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون 57 وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين 58 وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون 59 وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون 60}
  ويدل قوله: {يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ} أن الإيمان قد يعظم لأمور تقترن به، فيكون ثوابه أكثر.
  ويدل قوله: {وَإِذَا سَمِعُوا} أن الواجب عند نشر الكلام وقبحه الإعراض، والمراد الإعراض عن قبوله والتكلم بمثله؛ إذ لا شبهة أنه يجب النهي إذا أمكن.
  ويدل قوله: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} على جواز السلام على الكافر، وقد بينا ما قيل فيه، ومن لم يجوز ذلك يحمله على متاركة مجالستهم على ما حمله إسماعيل بن إسحاق، وحمله أبو علي على أن المراد به فعل ما يسلم معه، دون نفس السلام.
  ويدل قوله: {أَعْمَالُنَا} أن كل أحد مجازى بعمله، لا يؤخذ به غيره، فيبطل قول الْمُجْبِرَة.
قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ٥٦ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٥٧ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ٥٨ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ٥٩ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٦٠}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب: «تُجْبَى» بالتاء لأجل الثمرات، الباقون بالياء؛ لتقدم الفعل على الجمع وحلول الحائل بينهما، وقيل: إنه يعود إلى كل شيء.
  قرأ أبو عمرو: «أَفَلَا يَعْقِلُونَ» بالياء، وروي عنه الياء والتاء، والباقون بالتاء، وهو الأوجه لقوله: {وَمَا أُوتِيتُمْ}.