التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون 112}

صفحة 552 - الجزء 1

  تَمَنَّى كِتَابَ اللَّه أَوَّلَ لَيْلَهِ

  وقيل: تقديرهم وظَنُّهُمْ، من قولهم إذا رد على غيره: كذا يُظَنُّ، وكذا يُقَدَّرُ، أي ليس كذلك، عن أبي مسلم، «قُلْ» يا محمد لهم «هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ» أحضروا، وليس بأمر، وإنما هو تعجيز، يعني إذا لم يمكنكم إتيان ببرهان فاعلموا أنه باطل فاسد «بُرْهَانَكُمْ» يعني حجتكم، وجمعه: براهين، كقربان وقرابين، وسلطان وسلاطين «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» أي في قولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى.

  · الأحكام: الآية تدل على أن من كان صدقًا في الديانات فعليه برهان، وما لا برهان عليه فليس بصدق؛ لأن كل شيء يجب اعتقاده فلا بد عليه من دليل.

  وتدل على وجوب النظر؛ لأن البرهان يحتاج إليه النظر.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على فساد التقليد؛ لأنه لا برهان فيه.

  وتدل على أن الجنة لا تنال بالتمني، وإنما تنال باعتقاد الحق والعمل الصالح.

  ويقال: هل يجب على النافي دليل؟

  قلنا: قيل: لا. وعندنا لا بد؛ لما بينا.

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١١٢}