قوله تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب 41 اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب 42 ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب 43 وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب 44}
  الحسن: إن أعطى أُجِرَ، وإن لم يعط لم يؤجر، ولم يُعط أحد مثل ما أُعطي سليمان، وقيل: أراد بالحساب السعة، إن أعطيت أو أمسكت فلا تبعة عليك فيه، هذا في باب الشياطين إن شئت فامنن عليهم، وأجرهم من العمل، وإن شئت أمسكهم ولا حساب عليك فيهم، وقيل: سواء عليك أنفقت، أو أمسكت لكثرته، عن أبي مسلم. وقيل: أراد هَؤُلَاءِ الشياطين يستخرجون الحلي من المعادن والبحر فافعل ما شئت، فإن ذلك ملكك، وذلك نعمة عظيمة عليه، وقيل: هذا الذي أعطيناك فاعط ما شئت «وِإنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى» أي: القربة والاختصاص في الآخرة «وَحُسْنَ مَآبٍ» أي: حسن مرجع يوم القيامة.
  · الأحكام: يدل قوله {ثُمَّ أَناَبَ} أن التوبة من الصغائر مشروعة.
  ويدل قوله: {رَبِّ اغْفِرْ} على جواز الصغائر على الأنبياء.
  وتدل الآيات على أن الاتساع في الدنيا لا يكره إذا وافق الشرع؛ لذلك قال:
  {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ}، وإنما يكره؛ بل يحرم اكتساب الحرام، ومنع الحقوق الواجبة، والاغترار بالدنيا، والركون إليها، والإعجاب بها.
  وتدل على جواز سؤال النعمة، ولا بد أن يكون سليمان سأل بإذن الله تعالى.
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ٤٢ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ٤٣ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٤٤}