التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون 73 فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون 74 ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 75}

صفحة 4076 - الجزء 6

  وتدل على عظيم نعمه في الأزواج والأولاد، وفيما يثبت من الأنساب التي بها يتعاطف الخلق.

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٧٣ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٧٤ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٧٥}

  · اللغة: أصل الرزق في اللغة: العطاء الجاري، وحد الرزق: ما له أن ينتفع به وليس لغيره منعه.

  والمثل: النظير، والمثل: السائر من أمثال العرب، وجمعه: أمثال، وهو الأشباه والنظائر، والمثال: مثال الشيء، والجمع: أمثلة، وأماثل القوم خيارهم، والمَثل والِمثْل كالشَّبَه والشِّبْه، وأصل الباب: الشبه.

  · الإعراب: نصب «رزقًا» ب (يملك) فهو مفعول.

  ونصبت «شيئاً» على البدل من «رزقاً» تقديره: لا يملكون من الرزق شيئاً قليلًا ولا كثيرًا، عن الأخفش، وقيل: النصب بوقوع الرزق عليه كأنه قيل: لا يملك لهم رزق شيء كقوله: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ}⁣[البلد: ١٥، ١٤]، عن الفراء.