التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا 102 قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 103 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 104 أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا 105 ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا 106}

صفحة 4501 - الجزء 6

  · الأحكام: تدل الآية على خروج يأجوج ومأجوج، والنفخ في الصور، وكل ذلك من أشراط الساعة.

  وتدل على إثبات المعاد وأنه يجمع بين الخلق ليثيب المثاب ويعاقب المعاقب، وفي الخبر بذلك لطفاً للمكلف.

  وتدل على أن الكفار يرون جهنم قبل دخولها ليتعجلوا العذاب والخسران خصوصاً إذا رأوا الجنة للمؤمنين، وكذلك يراه المؤمن فيزداد سرورًا، واستدل بعضهم بقوله: «لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً» أن الاستطاعة مع الفعل وذلك بعيد؛ لأن السمع ليس بمقدور للعباد أصلاً حتى تثبت فيه قدرة أو تنفى، فلا وجه للآية إلا ما حملناها عليه.

قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ١٠٢ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ١٠٦}