التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 1 ألم يجعل كيدهم في تضليل 2 وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4 فجعلهم كعصف مأكول 5}

صفحة 7539 - الجزء 10

سورة الفيل

  مكية فيما روي، وهي خمس آيات.

  وعن أُبيٍّ، عن النبي ÷: «من قرأ سورة (الفيل) عافاه الله أيام حياته في الدنيا من القذف والمسخ».

  ولما تقدم ذكر من عاب الناس واغتابهم، وركن إلى الدنيا، وما أعد لهم من العذاب، بيّن في هذه السورة ما فعله بأصحاب الفيل، وكيف نَجَّى المؤمنين؛ تأكيدًا لما تقدم.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ٢ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ٤ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ٥}

  · القراءة: قراءة العامة: {تَرْمِيهِمْ} بالتاء كناية عن الطير وهي جماعة، وقرأ طلحة بن مصرف وأشهب العقيلي بالياء كناية عن ذكر الله تعالى؛ أي: يرميهم الله، وقيل:

  ترجع إلى لفظ الطير، وليس فيه علامة التأنيث، وروي هذه القراءة عن أبي حنيفة.