التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون 15}

صفحة 257 - الجزء 1

  عليه، وقالوا: لا نزال بخير ما عشت، ورجع المسلمون إلى رسول اللَّه ÷ وأخبروه بما جرى فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى صفة النفاق فقال: «وَإِذَا لقوا» يعني المنافقين إذا رأوا المؤمنين.

  والتقوا معهم «قَالُوا آمَنَّا» أي صدقنا بما نزل على محمد ÷ استدفاعًا عن دمائهم وأموالهم «وَإذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهم» قيل: رؤسائهم من الكفار، عن ابن عباس، وقيل: شياطين الجن، عن الكلبي، والأول أوجه؛ لأن عليه أكثر أهل العلم، وهو أسبق إلى النفس، ولأنه ليس في الكهنة، وقيل: كبرائهم وكهنتهم، وقيل: هم خمسة نفر من اليهود: كعب بن الأشرف بالمدينة، وأبو بردة بن أبي أسلم، وعبد الدار في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وعبد اللَّه بن السوداء بالشام، عن ابن عباس.

  «قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ» أي على دينكم، وقيل: أنصاركم.

  ومتى قيل: ما غرضهم بهذا؟

  قلنا: قيل: استمالتهم لرؤسائهم، عن أبي علي، وقيل: استهزاء بالمؤمنين في قوله: {ءَامنا} «إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ» بمحمد وأصحابه في قولنا آمنا.

  · الأحكام: الآية تدل على قبح النفاق في الدين، والتحذير من ذلك، وكذلك الرياء.

  وتدل على قبح الاستهزاء بأهل الحق.

  وتدل على عظيم الجرم في موافقة أهل الكفر.

قوله تعالى: {اللَّه يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٥}

  · القراءة: قراءة العامة: «يَمُدُّهم» بنصبا الياء وضم الميم، وفي الشواذ بضم الياء وكسر الميم، وهو من الأضداد، واللغتان بمعنى واحد.