التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون 136}

صفحة 2417 - الجزء 3

  وتدل على أن الظالم لا ينال الفلاح، بخلاف قول المرجئة في الخروج من النار، وفي الشفاعة.

  وتدل على أن صيغة الأمر ترد ولا يراد به الأمر، فيبطل قول من يقول: إنه يكون أمرًا بعينه.

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ١٣٦}

  · القراءة: قرأ الكسائي: «بزُعمهم» بضم الزاي وهو قراءة يحيى بن وثاب والأعمش، وقرأ الباقون بفتحها، وفيه ثلاث لغات: فتح الزاي، وضمها، وكسرها، ونظيرها الفَتك والفُتك والفِتك، والوَد والوِد والوُد.

  · اللغة: الذَّرْءُ: إظهار الخلق بالاختراع، وأصلة الظهور، ومنه ملح ذر أي: لظهور بياضه، يقال: ذرأ اللَّه الخلق يذرؤهم ذَرْءًا وذَرْوًا.

  والحرث: الزرع، والحرث: الأرض التي تثار للزرع، ومنه حرثها يحرثها حرثا، ومنه: {نساؤكم حرثٌ لكم} لأن المرأة للولد كالأرض للزرع.

  والأنعام المواشي من الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك للين مشيها، ولا يقال لذوات الحافر الأنعام؛ لأن أصله من نعمة الوطء.