قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون 11 ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون 12}
  يعطيهم من زيادة الهدى والألطاف ما يعطي المؤمنين فيكون خذلانًا لهم، فحقيقة اللفظ - وإن خرج مخرج الدعاء - إخبار عن خذلان اللَّه تعالى إياهم، عن أبي مسلم، «وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيمٌ» موجع، وهو عذاب النار «بمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ». قيل: بكذبهم، في قولهم: آمنا، وقيل: بكذبهم، بأن باطننا كَظاهرنا، هذا على قراءة من قرأ بالتخفيف، فأما بالتشديد {بِمَا كاَنوا يَكذِبُونَ} يعني بتكذيب اللَّه ورسوله فيما جاء به من الدين، وما أودعهم به من البعث والعذاب.
  · الأحكام: الآية تدل على أن الشك في الدين كفر وضلال.
  وتدل على قبح الكذب، وأنه كبيرة يستحق عليه العذاب، وكذلك التكذيب والكذب هو خبر بخلاف مخبره، ولا يشترط فيه العلم عندنا، وعند الجاحظ يشترط.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ١١ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ١٢}
  · القراءة: قرأ الكسائي: «قيل» بضم القاف، وكذلك «غيض»، و «حيل»، و «سيء»، و «جيء»، و «سيق» بضم أوائلها، وروي عن يعقوب مثل ذلك، ووافقه نافع في «سيء» و «سيئت»، وابن عامر فيهما، وفي «حيل»، و «سيق»، والباقون يكسرون كلها، وفيه ثلاث لغات: بالكسر وإشمام الضم، وقول بالواو. فأما «قيل» بالكسر فعلى نقل حركة العين إلى الفاء، لأن أصله قُوِلَ، وهذا قياس مطرد في كل ما اعتلت عينه،